كتبت: عبير جمعة
خرج من كهفه البريطانى الدافئ بمشروعاته الاستثمارية، عائدا إلى الشرق الأوسط بخدماته الجليلة للحليف الأمريكى الأول، وتواطؤ مماثل لكذبة "غزو العراق ٢٠٠٣"، ولكنه اليوم على مسرح غزة ليستنسخ "وعد بلفور" الجديد ويمنح العدو الإسرائيلي مالايملك لمن لايستحق بصك "تهجير الفلسطينيين" الشيطانى.
هذا السيناريو المرسوم بحبكة سياسية نفاه توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، بشدة في تقرير تليفزيوني إسرائيلي حول محادثاته في إسرائيل بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى دول أخرى.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن بلير زار تل أبيب وعقد اجتماعات مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وبيني جانتس، عضو حكومة طوارئ الحرب، لبحث دور وساطة في مرحلة ما بعد الحرب مع حركة حماس الفلسطينية، وقد يشمل ذلك دور الوساطة مع دول عربية بشأن إعادة توطين طوعي لسكان غزة.
كما نفى معهد توني بلير للتغيير العالمي، الذي أسسه بلير عام 2016، صحة التقرير الإسرائيلي ووصفه بأنه "كذبة".
وأكد المعهد في بيان أن التقرير تم نشره بدون التواصل مع بلير أو فريقه، وأنه لم يتم عقد أي حديث من هذا النوع، مشددا على أن فكرة تهجير سكان غزة غير صحيحة، وأنه يجب أن يكون لدى سكان غزة الحق في البقاء والعيش في أرضهم.
ومن جانبها، عبرت الرئاسة الفلسطينية عن رفضها الشديد لتكليف بلير أو أي شخص آخر بالعمل على تهجير سكان قطاع غزة، وأعلنت أنها ستطالب الحكومة البريطانية بعدم السماح بالتلاعب بمصير الشعب الفلسطيني.
وجاء تقرير القناة 12 الإسرائيلية بعد دعوة وزيرين يمينيين متطرفين في إسرائيل لعودة المستوطنين اليهود إلى قطاع غزة بعد الحرب مع حماس، وأكدوا ضرورة تشجيع الفلسطينيين على الهجرة.
كما أشار وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى أنه يجب على إسرائيل أن تشجع سكان غزة على مغادرة القطاع من أجل تحقيق الأمن والسيطرة عليه على المدى الطويل.
ويعد طرد المدنيين من أراضيهم أثناء نزاع أو خلق ظروف غير صالحة للعيش جريمة حرب.